حاربوا آلام الظهر بممارسة الرياضة
صفحة 1 من اصل 1
حاربوا آلام الظهر بممارسة الرياضة
من اسبابها التمزق والتقلص وهشاشة العظام
حاربوا آلام الظهر بممارسة الرياضة
د. مزاحم مبارك مال الله:يتكون العمود الفقري من 33 فقرة ويوجد بين كل فقرة وأخرى وسادة غضروفية،وإن هذه الوسائد تمكّن العمود الفقري من الإنحناء الى جهات مختلفة وتسهل حركة الفقرات وتمنع إحتكاكها مع بعضها وتقل مرونة هذه الغضاريف بتقدم العمر.يقسّم العمود الفقري الى خمس مناطق:العنقية ومؤلفة من 7 فقرات،الصدرية وتتألف من 12 فقرة وتتصل بها الأضلاع،القَطنية وتتألف من 5 فقرات عريضة ومفلطحة الجوانب،العجزية وتتألف من 5 فقرات ملتحمة مع بعضها مكونة عظم العجز والعصعصية وتتألف من 4 فقرات ملتحمة مكونة عظم العصعص. العمود الفقري ليس مستقيماً بل يحتوي على أربعة إنحناءات على شكل أقواس تساعد الجسم على الإنتصاب المرن الكامل،فالإنحناء الأول في المنطقة العنقية وهو محدب،الثاني في المنطقة الصدرية وهو مقعر،الثالث في المنطقة القَطنية وهو محدب أما الرابع فهو في المنطقتين العجزية والعصعصية وهو مقعر،فالعمود الفقري إضافة الى كونه يعطي الجسم شكله المألوف المتوازن فهو يحمي الحبل الشوكي،ومن المفيد أن نذكر إن العصبين الكبيرين اللذان يمتدان الى الطرفين السفليين يخرجان من بين الفقرات،ويسمى بعصب (النَسا). إن الظهر يشمل العمود الفقري وكذلك كل العضلات المرتبطة به وهذه العضلات كثيرة وعديدة الأنواع إضافة الى الأنسجة الرابطة
إن آلام الظهر شكوى الكثير من الناس وتعد واحدة من أهم الأسباب التي تحدو بالمريض الى مراجعة الطبيب، هذه الآلام تختفي في أحيان كثيرة دون علاج ولكن في بعض الحالات تحتاج الى إستشارة الطبيب،علماً إنها عرض من أعراض الكثير من الحالات التي تصيب الظهر أو المسالك البولية أو إلتهاب البنكرياس الحاد وكذلك إلتهاب كيس الصفراء (المرارة) إضافة الى بعض الأورام.إن توازن جسم الإنسان يعتمد على العمود الفقري ولكن الجهد الأكبر يقع على منطقة أسفل الظهر.إن أسباب هذه آلام يمكن أن تكون مشتركة بين النساء والرجال ولكن هناك بعض الأسباب الخاصة بالنساء وهي ممكن أن تظهر في فئة عمرية وتبعاً للسبب،وسنتناول الحالات الأكثر شيوعاً المسببة لآلام الظهر:
1.الإنزلاق الغضروفي:ـ من أهم أسباب آلام الظهر وينتج في أكثر الحالات عن رفع الأشياء الثقيلة،أو القيام بحركة يكون فيها العمود الفقري في وضع غير سليم، وفي معظم الحالات يتمركز الإنزلاق بين الفقرتين الرابعة والخامسة القطنية،وكذلك بين القطنية الخامسة والعجزية الأولى،وهو بإختصارإنزلاق نواة الغضروف من موقعها الى الخلف في القناة النخاعيةحيث تضغط على العصب في المنطقة مسببةً آلام شديدة حيث تتحدد حركة المصاب وفي بعض الحالات يعاني من ضعف التحسس في القدم والساق وقد يصاب بضمور عضلات الساق والقدم إذا لم يتلق العلاج اللازم وغالباً ما يكون الألم في أسفل الظهر وخلف الفخذ والساق والقدم وربما يشعر المصاب بتنمل القدم وهذا ما نطلق عليه بـ (عِرق النَسا)، والذي تحديداً يعني كل حالة تؤثر على عصب النًسا سواء كانت ضغطاَ كما في حالة الإنزلاق أو في حالة إلتهاب و...الخ. إن تشخيص الحالة يتم بالفحص السريري وكذلك بأجهزة الأشعة المتطورة كالرنين مثلاً. وفي أغلب الأحيان يحتاج المريض الى الراحة والى إستخدام مسكنات الألم والى الأدوية التي تجعل العضلات في حالة إسترخاء.اما التداخل الجراحي فيتم بإزالة الغضروف المنزلق ولكن يبقى هو الخيار الأخير في حالة عدم تحسن الحالة أو حينما تستجد مضاعفات.
2.التمزق والتقلص:ـ يتعرض الظهر في الكثير من الأحيان الى حالة تمزق بالأنسجة الرابطة أو الى تقلص العضلات الكبيرة المرتبطة سواء تلك بالأضلاع(من الجهة الخلفية)أو بلوح الكتف.وأسباب هذا التمزق أو التقلص كثيرة منها الحركة المفاجئة أو نوبة سعال شديدة أو بسبب شدّة خارجية. يعاني المصاب في أغلب الأحيان من آلام شديدة تستمر لفترة طويلة ومن صعوبة في التنفس.ينصح بمثل هذه الأحوال بتدفئة المنطقة وإستخدام اللصقات مع العلاجات المسكنّة.
3.إصابات العمود الفقري:ـ وهي كذلك من الأسباب الرئيسة حيث يتعرض العمود الفقري الى الرضوض أو الإلتواءات وكذلك الى الكسور والتي في أغلب الأحيان تكون نتيجة شدّة خارجية،وتتوقف مدة الألم والإستجابة للعلاج على طبيعة الأصابة وموقعها وكذلك على عمر المصاب وحالته الصحية العامة،إن نسبة لابأس بها من إصابات العمود الفقري تم تسجيلها لدى المتقدمين بالعمر وخصوصاً النساء المصابات بهشاشة العظام.
4.هشاشة العظام وآلام الظهر:ـ العظام نسيج حي من أنسجة الجسم المختلفة،ولكونها نسيج حي فإنها تمتاز بإستمرارية عملية الفقدان والبناء ولذلك فالعظام تبقى محتفظة بشكلها وقوامها وحالتها الطبيعية، ولكن يحدث أن تكون حالة الفقدان أكثر من البناء فتقل كمية المادة العظمية وتضعف صلابتها وهذا ما نطلق عليه بهشاشة أو ترقق أو وهن العظام، وعليه فالمريض يعاني من آلام في العظام والمفاصل المرتبطة بها إضافة الى إحتمالية أصابته بالكسور وأهمها كسر عنق عظمة الفخذ وكذلك كسور الفقرات الصدرية والقطَنية، وغالباً ما يعاني المريض من تقوس العمود الفقري بسبب هذه الحالة فتزداد تبعاً لذلك آلام الظهر.إن أهم أسباب هشاشة العظام هي:ـ
•التقدم في العمر حيث تكون عملية فقدان المادة العظمية أكثر من عملية البناء،إن المادة العظمية تتكون من مواد عضوية ولاعضوية فالمواد العضوية تشكل نسبة 35% وهي البروتين الغروي (كولاجين) ومادة تشبه الزلال تسيل من العظم في حالة تعرضه للكسر وتسمى (ميوكل)،أما اللاعضوية فنسبتها 65% وأهمها الفوسفات وكاربونات الكالسيوم وفلوريد الكالسيوم وفوسفات المنغنيز وكلوريد الصوديوم.من هذا يتضح إن الخلل في توازن هذه المواد الكيمياوية تؤدي الى هشاشة العظام.
•إنقطاع الدورة الشهرية لدى النساء بسبب الإختلال الهورموني،إن الإختلال الهورموني هذا إما سببه فسيولوجية جسد الأنثى وهو الأمر الطبيعي بالنسبة لتقدم العمر أو بسبب حالة مرضية أدت الى رفع المبايض أو هناك إختلال هورموني في الغدد الصماء المسؤولة عن الهرمون الأنثوي، إن الربط بيين هذا الهورمون وبين هشاشة العظام لدى النساء سببه الدور الذي يلعبه في عملية بناء المادة العظمية لعظامهن.
•زيادة نشاط الغدة الدرقية.
•سوء التغذية وفقدان المواد الضرورية لعملية البناء العظمي.
•حالات مرضية تقتضي ملازمة الفراش فترة طويلة.
•الإفراط بالتدخين وتناول الكحول،حيث كشفت الدراسات الدور السلبي الذي يلعبه النيكوتين والقطران وكذلك الكحول في عملية التمثيل الغذائي وبالتالي في عملية البناء العظمي.
•زيادة الوزن وكذلك عدم مزاولة الرياضة.
5.الإلتهاب المفصلي للفقرات:ـ بتقدم العمر تصاب غضاريف الظهر بالإنحلال والضمور كباقي غضاريف مفاصل الجسم وهو أمر طبيعي الحدوث إلاً إنه يتفاوت بين الناس بالوقت وبالشدّة حيث تلعب العوامل التالية دورها بهذه الحالة : العامل الوراثي،زيادة الوزن،إنقطاع الدورة الشهرية،نوع العمل وغيرها.إن الضمور والإنحلال الذي يصيب الغضاريف يحيلها الى نسيج ليفي مما يفقدها الليونة ووظيفتها كوسائد بين الفقرات وبالتالي ستقل المسافة بين الفقرات ويزداد الضغط والإحتكاك مؤدياً الى ظهور نتوءات في أطرافها.إن الآلام الناتجة إما إنها موضعية في أسفل الظهر أو إنها ممتدة من أسفل الظهر الى خاف الفخذ والساق مع وجود تنمل في القدم،غالباً ما تصاحب هذه الحالة تقلصات في عضلات الظهر مسببةً آلام إضافية،إن هذه الآلام تكون على حدتها في فصل الشتاء أو في حالة إنخفاض درجة الحرارة وكذلك تزداد عقب الإستيقاظ من النوم.إن هذه الآلام تقل تدريجياً أثناء الحركة.ينصح المريض بالركون الى الراحة وإستعمال الكمادات الحارة مع مسكنات الألم إضافة الى إستخدام حزام الظهر الساند.
6.العيوب الخلقية:ـ هناك نوعين شائعين من هذه العيوب وهما:
•الإعوجاج في العمود الفقري:وهو خلل في تكوين الفقرات أما خلفي أو جانبي وأسبابه غير معروفة تماماً،يزداد الإحساس بالألم والأعوجاج مع تقدم العمر،إن هذه الحالة غالباً ما تصاحبها مشاكل في الرئتين والقلب،ومع ذلك فإن الإستخدام المبكرلأحزمة خاصة ومزاولة تمارين معينة للظهر وفي بعض الأحيان التداخل الجراحي يساعد على الحد من تدهور الحالة.
•التزحزح الأمامي الخلفي في الفقرات القطَنية : والأكثر شيوعاً زحزحة الفقرة القطَنية الخامسة عن الفقرة العجزية الأولى،يزداد الأحساس بالألم مع نمو الطفل ويساعد التداخل الجراحي لتثبيت الفقرات دوراً إيجابياً في معالجة الحالة.
7.التيبس العظمي للعمود الفقري:ـ مرض يصيب الذكور أكثر من الإناث بين 20و30سنة من العمر ولم تحدد أسبابه بشكل قطعي لحد الأن،تبدأ الأعراض بصورة بطيئة على هيئة آلام بالمفصل الحرقفي إما في جهة واحدة من العمود الفقري أو في الجهتين وكذلك أسفل الظهر، الألم يكون على أشده في الصباح ويقل بالحركة ولكنه يعاود الإزدياد بالجلوس ولفترة طويلة وقد يمتد الألم الى خلف الفخذ والساق،في هذه الحالة المرضية تتحول أنسجة وأربطة المفاصل الى تراكيب تعظمية حيث يزداد الألم بمرور الوقت،إن الحالة تزداد سوءاً فيما لو لم تعالج بوقت مبكر.
8.ضيق القناة النخاعية:ـ من الحالات المهمة مسببةً آلام بالظهر،هذه الآلام تمتد الى خلف الفخذ والساق وتمتاز كونها تظهر على شكل تقلص في عضلات الساق أثناء المشي تقل حدتها بالتوقف أو بالراحة، إن علاج هذه الحالة يشبه علاج الإنزلاق الغضروفي عدا التداخل الجراحي.
9.أورام العمود الفقري:ـ وهي كباقي أنواع الأورام حميدة وخبيثة، تؤدي الى آلام بالظهر مع تقدمها وحسب موضعها وتزداد مضاعفاتها كلما زادت شدّة ضغطها على الجذور العصبية.
آلام الظهر خاصة بالنساء
غالباً ما تشكو النساء من آلام الظهر ولأسباب تتعلق بوضعهن،ويمكن تلخيص هذه الأسباب والحالات بالأمور التالية:ـ
•إستخدام الحذاء ذي الكعب : ثبت بما لايقبل الشك إن الحذاء ذي الكعب يخل بتوازن العمود الفقري ويتسبب بحدوث الشد على الفقرات والعضلات والأنسجة الرابطة للظهر.
•آلام الدورة الشهرية :وهي جزء من الصورة الفسيلوجية في جسد المرأة تنتهي بظهر الطمث.
•الحمل:وخصوصاً في الأشهر الأخيرة حيث يتقوس الجزء الأسفل من العمود الفقري كوسيلة لحفظ التوازن فيزيد من الضغط على الأعصاب الخارجة من فتحات العمود الفقري،وتزداد حدة الألم حينما يكون الحمل توأماً.
•إستخدام حبوب منع الحمل:إن التشكيلة الهورمونية لحبوب منع الحمل تعمل على إحتجاز الماء داخل الأنسجة مما يسبب زيادة الضغط على الأعصاب متمثلةً بألم بكل المفاصل والظهر.
•السمنة:من أهم أسباب آلام الظهر لدى النساء وخصوصاً حينما يتقدمن بالعمر،ومما يذكر إن آلام الظهر للبدينات لاتفيده أي وسيلة من وسائل العلاج عدا تخفيف الوزن.
•الإلتهابات:وبالذات منها إلتهابات عنق الرحم والمبيضين.
•هبوط الرحم:وهي حالة ليست قليلة الحصول،فهي تحدث بنسبة لابأس بها بين النساء ويحصل هبوط الرحم كنتيجة لإختلال الأنسجة الرحمية الرابطة.
مما تقدم يبدو إن أسباب آلام الظهر كثيرة وأسبابها عديدة ولذلك فالمريض بحاجة الى إستشارة الطبيب في حالات كون الآلام قوية ومستمرة لفترة ليست قصيرة،وحينما تمنعه الآلام من القيام بأعماله الإعتيادية،وكذلك في حالة وجود مشاكل في الأمعاء إو المسالك البولية مصاحبة لآلام الظهر،وأخيراً فإن التنمل في طرف سفلي أو كليهما و حتى القدمين تدعو المريض بضرورة الإسراع بإستشارة الطبيب.
نصائح عامة لتحاشي آلام الظهر :
1.ممارسة الرياضة بشكل منتظم يُبقي عضلات الظهر قوية ومرنة،وإن إبسط أنواع الرياضة هي المشي على أن لاتقل عن الساعة يومياً.
2.إستخدام الأسلوب الصحيح في حمل الأشياء الثقيلة متجنباً الميلان أو الإنحناء.
3.يٌفضل سرير قاعدته صلبة لمنع إنحناء العمود الفقري أثناء النوم.
4.الإبتعاد عن الإجهاد العضلي والتوتر العصبي.
5.من الضروري بقاء الجسم في وضع سليم أثناء الجلوس أو الوقوف،ويفضل تغيير الوضع و القيام ببعض الحركات الرياضية البسيطة في حالة الجلوس لفترة طويلة أو السياقة لفترة طويلة.
6.المحافظة على وزن الجسم معتدلاً وتخفيفه في حالة كون المريض بديناً.
7.قطع التدخين والإبتعاد عن تناول الكحول.
8.تناول المواد الغذائية الغنية بالبروتينات والكالسيوم وخصوصاً الأسماك، الحليب ومشتقاته،الخضروات الطازجة والفاكهة.
ولابد من التنبيه الى إن العلاجات الشائعة بين الناس مثل(فولتارين، دايوكس، بروفين، أسبجك، موبك) هي بالحقيقة مواد كيمياوية مسكنّة للآلام ولها تأثيرات جانبية لايجوز إستخدامها بشكل كيفي أو عشوائي وخصوصاً لدى مرضى الربو أو القرحة أو ممن يعاني من مشاكل بالكليتين، إن ما يمكن أن ننصح به هو إستخدام المراهم الخارجية واللصقات وحسب الحالة، إضافة الى وجود بعض مستحضرات الأعشاب الطبية التي يمكنها أن تخفف الألم ولكن يجب أن تؤخذ من مراكزها العلمية المجازة، هذا من جانب ومن جانب أخر فلابد أن نذكر أمر في غاية الأهمية والخطورة حيث يعمد بعض المرضى الى عرض حالتهم على مختصين بالطب الشعبي أو(المجبرجي) ورغم تقديرنا لهؤلاء الممتهنين إلاّ إنه لايمكن الإستغناء عن إستشارة الأطباء المختصين لتشخيص الحالة بشكل علمي سليم.
حاربوا آلام الظهر بممارسة الرياضة
د. مزاحم مبارك مال الله:يتكون العمود الفقري من 33 فقرة ويوجد بين كل فقرة وأخرى وسادة غضروفية،وإن هذه الوسائد تمكّن العمود الفقري من الإنحناء الى جهات مختلفة وتسهل حركة الفقرات وتمنع إحتكاكها مع بعضها وتقل مرونة هذه الغضاريف بتقدم العمر.يقسّم العمود الفقري الى خمس مناطق:العنقية ومؤلفة من 7 فقرات،الصدرية وتتألف من 12 فقرة وتتصل بها الأضلاع،القَطنية وتتألف من 5 فقرات عريضة ومفلطحة الجوانب،العجزية وتتألف من 5 فقرات ملتحمة مع بعضها مكونة عظم العجز والعصعصية وتتألف من 4 فقرات ملتحمة مكونة عظم العصعص. العمود الفقري ليس مستقيماً بل يحتوي على أربعة إنحناءات على شكل أقواس تساعد الجسم على الإنتصاب المرن الكامل،فالإنحناء الأول في المنطقة العنقية وهو محدب،الثاني في المنطقة الصدرية وهو مقعر،الثالث في المنطقة القَطنية وهو محدب أما الرابع فهو في المنطقتين العجزية والعصعصية وهو مقعر،فالعمود الفقري إضافة الى كونه يعطي الجسم شكله المألوف المتوازن فهو يحمي الحبل الشوكي،ومن المفيد أن نذكر إن العصبين الكبيرين اللذان يمتدان الى الطرفين السفليين يخرجان من بين الفقرات،ويسمى بعصب (النَسا). إن الظهر يشمل العمود الفقري وكذلك كل العضلات المرتبطة به وهذه العضلات كثيرة وعديدة الأنواع إضافة الى الأنسجة الرابطة
إن آلام الظهر شكوى الكثير من الناس وتعد واحدة من أهم الأسباب التي تحدو بالمريض الى مراجعة الطبيب، هذه الآلام تختفي في أحيان كثيرة دون علاج ولكن في بعض الحالات تحتاج الى إستشارة الطبيب،علماً إنها عرض من أعراض الكثير من الحالات التي تصيب الظهر أو المسالك البولية أو إلتهاب البنكرياس الحاد وكذلك إلتهاب كيس الصفراء (المرارة) إضافة الى بعض الأورام.إن توازن جسم الإنسان يعتمد على العمود الفقري ولكن الجهد الأكبر يقع على منطقة أسفل الظهر.إن أسباب هذه آلام يمكن أن تكون مشتركة بين النساء والرجال ولكن هناك بعض الأسباب الخاصة بالنساء وهي ممكن أن تظهر في فئة عمرية وتبعاً للسبب،وسنتناول الحالات الأكثر شيوعاً المسببة لآلام الظهر:
1.الإنزلاق الغضروفي:ـ من أهم أسباب آلام الظهر وينتج في أكثر الحالات عن رفع الأشياء الثقيلة،أو القيام بحركة يكون فيها العمود الفقري في وضع غير سليم، وفي معظم الحالات يتمركز الإنزلاق بين الفقرتين الرابعة والخامسة القطنية،وكذلك بين القطنية الخامسة والعجزية الأولى،وهو بإختصارإنزلاق نواة الغضروف من موقعها الى الخلف في القناة النخاعيةحيث تضغط على العصب في المنطقة مسببةً آلام شديدة حيث تتحدد حركة المصاب وفي بعض الحالات يعاني من ضعف التحسس في القدم والساق وقد يصاب بضمور عضلات الساق والقدم إذا لم يتلق العلاج اللازم وغالباً ما يكون الألم في أسفل الظهر وخلف الفخذ والساق والقدم وربما يشعر المصاب بتنمل القدم وهذا ما نطلق عليه بـ (عِرق النَسا)، والذي تحديداً يعني كل حالة تؤثر على عصب النًسا سواء كانت ضغطاَ كما في حالة الإنزلاق أو في حالة إلتهاب و...الخ. إن تشخيص الحالة يتم بالفحص السريري وكذلك بأجهزة الأشعة المتطورة كالرنين مثلاً. وفي أغلب الأحيان يحتاج المريض الى الراحة والى إستخدام مسكنات الألم والى الأدوية التي تجعل العضلات في حالة إسترخاء.اما التداخل الجراحي فيتم بإزالة الغضروف المنزلق ولكن يبقى هو الخيار الأخير في حالة عدم تحسن الحالة أو حينما تستجد مضاعفات.
2.التمزق والتقلص:ـ يتعرض الظهر في الكثير من الأحيان الى حالة تمزق بالأنسجة الرابطة أو الى تقلص العضلات الكبيرة المرتبطة سواء تلك بالأضلاع(من الجهة الخلفية)أو بلوح الكتف.وأسباب هذا التمزق أو التقلص كثيرة منها الحركة المفاجئة أو نوبة سعال شديدة أو بسبب شدّة خارجية. يعاني المصاب في أغلب الأحيان من آلام شديدة تستمر لفترة طويلة ومن صعوبة في التنفس.ينصح بمثل هذه الأحوال بتدفئة المنطقة وإستخدام اللصقات مع العلاجات المسكنّة.
3.إصابات العمود الفقري:ـ وهي كذلك من الأسباب الرئيسة حيث يتعرض العمود الفقري الى الرضوض أو الإلتواءات وكذلك الى الكسور والتي في أغلب الأحيان تكون نتيجة شدّة خارجية،وتتوقف مدة الألم والإستجابة للعلاج على طبيعة الأصابة وموقعها وكذلك على عمر المصاب وحالته الصحية العامة،إن نسبة لابأس بها من إصابات العمود الفقري تم تسجيلها لدى المتقدمين بالعمر وخصوصاً النساء المصابات بهشاشة العظام.
4.هشاشة العظام وآلام الظهر:ـ العظام نسيج حي من أنسجة الجسم المختلفة،ولكونها نسيج حي فإنها تمتاز بإستمرارية عملية الفقدان والبناء ولذلك فالعظام تبقى محتفظة بشكلها وقوامها وحالتها الطبيعية، ولكن يحدث أن تكون حالة الفقدان أكثر من البناء فتقل كمية المادة العظمية وتضعف صلابتها وهذا ما نطلق عليه بهشاشة أو ترقق أو وهن العظام، وعليه فالمريض يعاني من آلام في العظام والمفاصل المرتبطة بها إضافة الى إحتمالية أصابته بالكسور وأهمها كسر عنق عظمة الفخذ وكذلك كسور الفقرات الصدرية والقطَنية، وغالباً ما يعاني المريض من تقوس العمود الفقري بسبب هذه الحالة فتزداد تبعاً لذلك آلام الظهر.إن أهم أسباب هشاشة العظام هي:ـ
•التقدم في العمر حيث تكون عملية فقدان المادة العظمية أكثر من عملية البناء،إن المادة العظمية تتكون من مواد عضوية ولاعضوية فالمواد العضوية تشكل نسبة 35% وهي البروتين الغروي (كولاجين) ومادة تشبه الزلال تسيل من العظم في حالة تعرضه للكسر وتسمى (ميوكل)،أما اللاعضوية فنسبتها 65% وأهمها الفوسفات وكاربونات الكالسيوم وفلوريد الكالسيوم وفوسفات المنغنيز وكلوريد الصوديوم.من هذا يتضح إن الخلل في توازن هذه المواد الكيمياوية تؤدي الى هشاشة العظام.
•إنقطاع الدورة الشهرية لدى النساء بسبب الإختلال الهورموني،إن الإختلال الهورموني هذا إما سببه فسيولوجية جسد الأنثى وهو الأمر الطبيعي بالنسبة لتقدم العمر أو بسبب حالة مرضية أدت الى رفع المبايض أو هناك إختلال هورموني في الغدد الصماء المسؤولة عن الهرمون الأنثوي، إن الربط بيين هذا الهورمون وبين هشاشة العظام لدى النساء سببه الدور الذي يلعبه في عملية بناء المادة العظمية لعظامهن.
•زيادة نشاط الغدة الدرقية.
•سوء التغذية وفقدان المواد الضرورية لعملية البناء العظمي.
•حالات مرضية تقتضي ملازمة الفراش فترة طويلة.
•الإفراط بالتدخين وتناول الكحول،حيث كشفت الدراسات الدور السلبي الذي يلعبه النيكوتين والقطران وكذلك الكحول في عملية التمثيل الغذائي وبالتالي في عملية البناء العظمي.
•زيادة الوزن وكذلك عدم مزاولة الرياضة.
5.الإلتهاب المفصلي للفقرات:ـ بتقدم العمر تصاب غضاريف الظهر بالإنحلال والضمور كباقي غضاريف مفاصل الجسم وهو أمر طبيعي الحدوث إلاً إنه يتفاوت بين الناس بالوقت وبالشدّة حيث تلعب العوامل التالية دورها بهذه الحالة : العامل الوراثي،زيادة الوزن،إنقطاع الدورة الشهرية،نوع العمل وغيرها.إن الضمور والإنحلال الذي يصيب الغضاريف يحيلها الى نسيج ليفي مما يفقدها الليونة ووظيفتها كوسائد بين الفقرات وبالتالي ستقل المسافة بين الفقرات ويزداد الضغط والإحتكاك مؤدياً الى ظهور نتوءات في أطرافها.إن الآلام الناتجة إما إنها موضعية في أسفل الظهر أو إنها ممتدة من أسفل الظهر الى خاف الفخذ والساق مع وجود تنمل في القدم،غالباً ما تصاحب هذه الحالة تقلصات في عضلات الظهر مسببةً آلام إضافية،إن هذه الآلام تكون على حدتها في فصل الشتاء أو في حالة إنخفاض درجة الحرارة وكذلك تزداد عقب الإستيقاظ من النوم.إن هذه الآلام تقل تدريجياً أثناء الحركة.ينصح المريض بالركون الى الراحة وإستعمال الكمادات الحارة مع مسكنات الألم إضافة الى إستخدام حزام الظهر الساند.
6.العيوب الخلقية:ـ هناك نوعين شائعين من هذه العيوب وهما:
•الإعوجاج في العمود الفقري:وهو خلل في تكوين الفقرات أما خلفي أو جانبي وأسبابه غير معروفة تماماً،يزداد الإحساس بالألم والأعوجاج مع تقدم العمر،إن هذه الحالة غالباً ما تصاحبها مشاكل في الرئتين والقلب،ومع ذلك فإن الإستخدام المبكرلأحزمة خاصة ومزاولة تمارين معينة للظهر وفي بعض الأحيان التداخل الجراحي يساعد على الحد من تدهور الحالة.
•التزحزح الأمامي الخلفي في الفقرات القطَنية : والأكثر شيوعاً زحزحة الفقرة القطَنية الخامسة عن الفقرة العجزية الأولى،يزداد الأحساس بالألم مع نمو الطفل ويساعد التداخل الجراحي لتثبيت الفقرات دوراً إيجابياً في معالجة الحالة.
7.التيبس العظمي للعمود الفقري:ـ مرض يصيب الذكور أكثر من الإناث بين 20و30سنة من العمر ولم تحدد أسبابه بشكل قطعي لحد الأن،تبدأ الأعراض بصورة بطيئة على هيئة آلام بالمفصل الحرقفي إما في جهة واحدة من العمود الفقري أو في الجهتين وكذلك أسفل الظهر، الألم يكون على أشده في الصباح ويقل بالحركة ولكنه يعاود الإزدياد بالجلوس ولفترة طويلة وقد يمتد الألم الى خلف الفخذ والساق،في هذه الحالة المرضية تتحول أنسجة وأربطة المفاصل الى تراكيب تعظمية حيث يزداد الألم بمرور الوقت،إن الحالة تزداد سوءاً فيما لو لم تعالج بوقت مبكر.
8.ضيق القناة النخاعية:ـ من الحالات المهمة مسببةً آلام بالظهر،هذه الآلام تمتد الى خلف الفخذ والساق وتمتاز كونها تظهر على شكل تقلص في عضلات الساق أثناء المشي تقل حدتها بالتوقف أو بالراحة، إن علاج هذه الحالة يشبه علاج الإنزلاق الغضروفي عدا التداخل الجراحي.
9.أورام العمود الفقري:ـ وهي كباقي أنواع الأورام حميدة وخبيثة، تؤدي الى آلام بالظهر مع تقدمها وحسب موضعها وتزداد مضاعفاتها كلما زادت شدّة ضغطها على الجذور العصبية.
آلام الظهر خاصة بالنساء
غالباً ما تشكو النساء من آلام الظهر ولأسباب تتعلق بوضعهن،ويمكن تلخيص هذه الأسباب والحالات بالأمور التالية:ـ
•إستخدام الحذاء ذي الكعب : ثبت بما لايقبل الشك إن الحذاء ذي الكعب يخل بتوازن العمود الفقري ويتسبب بحدوث الشد على الفقرات والعضلات والأنسجة الرابطة للظهر.
•آلام الدورة الشهرية :وهي جزء من الصورة الفسيلوجية في جسد المرأة تنتهي بظهر الطمث.
•الحمل:وخصوصاً في الأشهر الأخيرة حيث يتقوس الجزء الأسفل من العمود الفقري كوسيلة لحفظ التوازن فيزيد من الضغط على الأعصاب الخارجة من فتحات العمود الفقري،وتزداد حدة الألم حينما يكون الحمل توأماً.
•إستخدام حبوب منع الحمل:إن التشكيلة الهورمونية لحبوب منع الحمل تعمل على إحتجاز الماء داخل الأنسجة مما يسبب زيادة الضغط على الأعصاب متمثلةً بألم بكل المفاصل والظهر.
•السمنة:من أهم أسباب آلام الظهر لدى النساء وخصوصاً حينما يتقدمن بالعمر،ومما يذكر إن آلام الظهر للبدينات لاتفيده أي وسيلة من وسائل العلاج عدا تخفيف الوزن.
•الإلتهابات:وبالذات منها إلتهابات عنق الرحم والمبيضين.
•هبوط الرحم:وهي حالة ليست قليلة الحصول،فهي تحدث بنسبة لابأس بها بين النساء ويحصل هبوط الرحم كنتيجة لإختلال الأنسجة الرحمية الرابطة.
مما تقدم يبدو إن أسباب آلام الظهر كثيرة وأسبابها عديدة ولذلك فالمريض بحاجة الى إستشارة الطبيب في حالات كون الآلام قوية ومستمرة لفترة ليست قصيرة،وحينما تمنعه الآلام من القيام بأعماله الإعتيادية،وكذلك في حالة وجود مشاكل في الأمعاء إو المسالك البولية مصاحبة لآلام الظهر،وأخيراً فإن التنمل في طرف سفلي أو كليهما و حتى القدمين تدعو المريض بضرورة الإسراع بإستشارة الطبيب.
نصائح عامة لتحاشي آلام الظهر :
1.ممارسة الرياضة بشكل منتظم يُبقي عضلات الظهر قوية ومرنة،وإن إبسط أنواع الرياضة هي المشي على أن لاتقل عن الساعة يومياً.
2.إستخدام الأسلوب الصحيح في حمل الأشياء الثقيلة متجنباً الميلان أو الإنحناء.
3.يٌفضل سرير قاعدته صلبة لمنع إنحناء العمود الفقري أثناء النوم.
4.الإبتعاد عن الإجهاد العضلي والتوتر العصبي.
5.من الضروري بقاء الجسم في وضع سليم أثناء الجلوس أو الوقوف،ويفضل تغيير الوضع و القيام ببعض الحركات الرياضية البسيطة في حالة الجلوس لفترة طويلة أو السياقة لفترة طويلة.
6.المحافظة على وزن الجسم معتدلاً وتخفيفه في حالة كون المريض بديناً.
7.قطع التدخين والإبتعاد عن تناول الكحول.
8.تناول المواد الغذائية الغنية بالبروتينات والكالسيوم وخصوصاً الأسماك، الحليب ومشتقاته،الخضروات الطازجة والفاكهة.
ولابد من التنبيه الى إن العلاجات الشائعة بين الناس مثل(فولتارين، دايوكس، بروفين، أسبجك، موبك) هي بالحقيقة مواد كيمياوية مسكنّة للآلام ولها تأثيرات جانبية لايجوز إستخدامها بشكل كيفي أو عشوائي وخصوصاً لدى مرضى الربو أو القرحة أو ممن يعاني من مشاكل بالكليتين، إن ما يمكن أن ننصح به هو إستخدام المراهم الخارجية واللصقات وحسب الحالة، إضافة الى وجود بعض مستحضرات الأعشاب الطبية التي يمكنها أن تخفف الألم ولكن يجب أن تؤخذ من مراكزها العلمية المجازة، هذا من جانب ومن جانب أخر فلابد أن نذكر أمر في غاية الأهمية والخطورة حيث يعمد بعض المرضى الى عرض حالتهم على مختصين بالطب الشعبي أو(المجبرجي) ورغم تقديرنا لهؤلاء الممتهنين إلاّ إنه لايمكن الإستغناء عن إستشارة الأطباء المختصين لتشخيص الحالة بشكل علمي سليم.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى