التنبؤ بمقاومة فيروس الإيدز للأدوية

تتغير جينات الفيروس (HIV) بسهولة. ومعها يتكاثر الفيروس بسرعة. لذا، قد يحتضن المصاب في جسمه أنواعاً مختلفة من هذا الفيروس. وفي بعض الأحيان، تتمتع هذه البؤر الفيروسية المتغيرة بمزايا تجعلها تقاوم بضراوة الأدوية المعطاة في العلاج المضاد للفيروس، المسمى "أنتي ريتروفايرال ". وبما أن هذا العلاج لا يقضي بالكامل على الفيروس، تتكاثر البؤرة الفيروسية المقاومة للأدوية بصورة أكثر فعالية من قبل مقارنة بالبؤر الفيروسية غير المقاومة ما يجعلها المهيمنة على جسم المريض، في النهاية.
لكن فريق من الباحثين في جامعة (Duke University Medical Center) الأميركية نجح في تطوير فحص عالي الحساسية لتمييز بؤر الفيروس (HIV) الأكثر مقاومة في دم المريض. ويتركز الفحص على تمييز التغييرات التي يمكن أن تحصل في بعض مواقع جينات الفيروس (HIV)، المعروفة علاقتها بمقاومة مفعول الأدوية. على سبيل المثال، فإن التغيير في الموقع 46 لجين في بروتين "بروتياز" يجعل المريض يقاوم دواء (indinavir).
ويستهدف حوالي 20 دواء، مستعمل حالياً في العلاج، جينين اثنان يهيمنان على التشفير للبروتينين الحيويين في فيروس (HIV)، وهما "بروتياز" وبروتين النسخ العكسي (Reverse transcriptase). وينجح الفحص الجديد في اكتشاف وجود جين متغير واحد من أصل 10 آلاف. كما هو أكثر دقة بنسبة ألف مرة من الفحوص الحالية، وهو الوحيد القادر على رصد وجود الفيروسات التي تحمل معها أكثر من شكل تغيري.